Skip to Content

"الفردية سبب زيادة الاكتئآب بالعالم"


انتشر مصطلح "الاكتئاب" بشكل كبير في الآونة الأخيرة وأصبح من المفردات التي تستخدم بشكل اعتيادي لدى الكثير من الناس، في حال كنا نعيش تقلبات مزاجية بسبب ضغوطات الحياة أو تغييرات بالبقعة الجغرافية التي نعيش فيها يكون التبرير أو التفسير لدينا هو الاكتئاب، ولا نعطي أهمية للتغييرات التي نعيشها من عوامل خارجية ممكن أن تكون خارجة عن سيطرتنا،هنالك بعض العوامل الأخرى مثل تغييرات في نمط حياتنا 

وأساليب العيش حيث نرى أن تركيزنا على ذاتنا و أحلامنا وطموحاتنا أصبحت الأولوية الأولى في حياتنا مما جعلنا نميل للوحدة والانعزال والانغماس في عجلة الحياة السريعة،نسينا تماما أن هنالك جوانب أخرى يجب أن نسلط الضوء عليها مثل أهمية الحفاظ على الروابط الاجتماعية والعلاقات الاسرية فنحن لسنا روبوتات قادرة على الانتاج فقط من دون وجود خزان عاطفي نحتاج لتعبئته باستمرار نستطيع من خلاله أن نستعيد توازننا. 

اذا لماذا لا نستبدل هذا المصطلح بكلمة بديلة يمكن أن تكون مناسبة أكثر او على الأقل ندرك معانيها ك الحزن او المزاج السيئ .


مفهوم الاكتئاب:

الاضطراب الاكتئابي  (depression) هو اضطراب نفسي شائع، وينطوي على تكدّر المزاج أو فقدان الاستمتاع أو الاهتمام بالأنشطة لفترات طويلة من الزمن.

ويختلف الاكتئاب عن التقلبات المزاجية المعتادة والانفعالات العابرة إزاء تحديات الحياة اليومية. ويمكن أن يؤثر على جميع جوانب الحياة، بما في ذلك العلاقات مع أفراد الأسرة والأصدقاء والمجتمع. ويمكن أن ينتج عن مشكلات في المدرسة وفي العمل، أو أن يؤدي إليها.

ويمكن أن يتعرّض أي شخص للاكتئاب. ويشتد تعرّض الأشخاص الذين عانوا من سوء المعاملة أو الخسائر الفادحة أو غيرها من المواقف الصعبة للإصابة بالاكتئاب. وتُعد النساء أشد تعرّضاً للإصابة بالاكتئاب من الرجال.



يعاني الشخص المكتئب خلال نوبة الاكتئاب من تدهور المزاج، حيث يشعر بالحزن وسرعة الغضب والفراغ العاطفي. كما قد يفقد الرغبة في الاستمتاع أو الاهتمام بالأنشطة التي كانت تثير اهتمامه سابقًا.

تختلف نوبة الاكتئاب عن تقلبات المزاج العادية، حيث تستمر هذه الأعراض معظم اليوم، وتحدث تقريبًا كل يوم، لمدة لا تقل عن أسبوعين.

وهناك أيضاً أعراض أخرى للاكتئاب، منها ما يلي:

  • ضعف التركيز

يعاني الأشخاص المكتئبون من صعوبة في التركيز، مما يؤثر على قدرتهم على اتخاذ القرارات أو إنجاز المهام اليومية. قد يشعرون بالتشوش الذهني أو فقدان الذاكرة.

  • الإفراط في الشعور بالذنب أو ضعف تقدير الذات

يشعر المكتئبون بالذنب أو عدم القيمة، حتى في الحالات التي لا تستدعي ذلك. قد يعتقدوا أنهم ليسوا أكفاء أو غير جديرين بالحب أو النجاح.

  • اليأس من المستقبل

يشعر المكتئبون بعدم الأمل أو اليأس، مما يجعلهم يعتقدون أن الأمور لن تتحسن. هذا الإحساس يمكن أن يمنعهم من اتخاذ خطوات إيجابية نحو التغيير.

  • التفكير في الموت أو الانتحار

قد تتطور مشاعر الاكتئاب إلى أفكار عن الموت أو الانتحار. هذه الأفكار تتطلب تدخلاً فوريًا من متخصص في الصحة النفسية، حيث إنها تشير إلى خطر حقيقي.

  • اضطراب النوم

يعاني الكثير من المكتئبين من مشاكل في النوم، مثل الأرق (صعوبة النوم) أو النوم المفرط. هذا الاضطراب يؤثر سلبًا على الصحة العامة والمزاج.

  • تقلبات الشهية أو الوزن

قد تطرأ تغييرات ملحوظة على الشهية، حيث يفقد البعض الرغبة في تناول الطعام بينما قد يأكل الآخرون بكثرة. هذه التغييرات يمكن أن تؤدي إلى فقدان الوزن أو زيادته.

  • الشعور بالتعب أو فتور الطاقة.

يشعر المكتئبون بالتعب المستمر وفقدان الطاقة، حتى بعد قضاء وقت كافٍ في الراحة. هذا التعب يمكن أن يؤثر على قدرتهم على القيام بالأنشطة اليومية.


نلاحظ أن هذه يكون تأثيرها على الأنشطة اليومية التي عادة امارسها مثل الدراسة أو العمل أو العلاقات مع الآخرين نشعر بالحزن والإنطفاء من دون معرفة سبب هذا الشعور.

الفسيولوجيا المرضية للاكتئاب

تعد الفسيولوجيا المرضية للاكتئاب غير واضحة تمامًا، لكن هناك العديد من الفرضيات التي تشير إلى ارتباطها باختلال توازن النواقل العصبية في الدماغ. ومن أبرز هذه النواقل:

  • السيروتونين: يُعتقد أن انخفاض مستويات السيروتونين يرتبط بمشاعر الحزن والاكتئاب.
  • النورإبينفرين: يلعب دورًا في تنظيم المزاج والطاقة، وقد يؤثر اختلاله على الحالة النفسية.
  • الدوبامين: مرتبط بالشعور بالمتعة والمكافأة، ونقصه قد يؤدي إلى فقدان الاهتمام بالأنشطة.

اختلاف الفسيولوجيا حسب نوع الاكتئاب

تختلف الفسيولوجيا المرضية الاكتئاب باختلاف نوعه، مثل الاكتئاب الحاد، الاكتئاب الموسمي، أو الاكتئاب النفاسي. هذا الاختلاف يؤدي إلى تغيير في الأساليب العلاجية المتبعة، والتي تشمل:

  • العلاج النفسي: مثل العلاج السلوكي المعرفي، الذي يهدف إلى تغيير الأنماط السلبية في التفكير.
  • العلاج البيولوجي: بما في ذلك الأدوية المضادة للاكتئاب التي تعمل على تعديل مستويات النواقل العصبية.

فهم الفسيولوجيا المرضية للاكتئاب يساعد في تحديد العلاجات المناسبة ويساهم في تحسين جودة حياة الأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب.

كيف يمكن الوقاية من الاكتئاب؟

قد يكون من الصعب الوقاية من الاكتئاب، إذ يصعب تحديد مسبباته ومحفزاته لتجنبها، ولكن بشكل عام فإنه ينصح باتباع نمط حياة صحي للوقاية من تطوره، هنالك بعض العادات الصحية التي قد تساعد بالحفاظ على صحة نفسية وجسدية تقلل احتمالية الاصابة بالاكتئاب.

  1. ممارسة الرياضة بانتظام: يساعد النشاط البدني على إفراز هرمونات تحسين المزاج، مثل الإندورفين.
  2. نظام غذائي متوازن: تناول الطعام الصحي الغني بالفيتامينات والمعادن يعزز الصحة العقلية.
  3. النوم الجيد:الحصول على قسط كافٍ من النوم يساعد في تنظيم المزاج وتقليل القلق.
  4. إدارة التوتر:تعلم تقنيات مثل التأمل أو التنفس العميق يمكن أن يقلل من مستويات التوتر.
  5. التواصل الاجتماعي:بناء علاقات اجتماعية ودعم متبادل يعزز من الشعور بالانتماء.
  6. المشاركة في الأنشطة الممتعة:تخصيص وقت للهوايات يساعد في تخفيف التوتر وزيادة الرضا.
  7. تجنب العزلة:المشاركة في الأنشطة الاجتماعية يمكن أن تقلل من الشعور بالوحدة.
  8. تحديد الأهداف:وضع أهداف واقعية يعزز الشعور بالإنجاز والتحفيز.


إذا واجهت علامات الاكتئاب، فلا تتردد في طلب المساعدة. الدعم من الأصدقاء والعائلة، بالإضافة إلى الجهد المهني، يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في التعامل مع هذه الحالة. تذكر أن الاكتئاب قابل للعلاج، وأن الاهتمام بالصحة النفسية هو جزء أساسي من الحياة الصحية والسعيدة.


اقتراح فيديو:

تعرفوا على المزيد حول الاكتئاب من الدكتور كريغ سوتشوك، اختصاصي علم النفس السريري الحاصل على درجة الدكتوراة  

https://www.youtube.com/watch?v=d7NPnvKFs2Y

المصادر:


Sign in to leave a comment
مص الإصبع وتأثيره الخفي لطفلك: ما يجب معرفته