تخطي للذهاب إلى المحتوى

العلكة: لذة مؤقتة وتأثيرات مستدامة

العلكة أو اللبان تلك القطعة الصغيرة التي قد تبدو بسيطة وعادية لكنها شائعة الاستخدام في جميع أنحاء العالم. هي جزء مألوف في حياة صغيرنا وكبيرنا يستمتع البعض بنكهتها الذيذة ويتسلى بها آخرون والبعض يستخدمها لتحسين رائحة الفم وحتى لتخفيف التوتر. ولكن خلف هذه السلوكيات البسيطة تكمن أسئلة مهمة حول تأثيرها على صحة الفم والأسنان هل يمكن أن تكون العلكة أداة فعالة في الحفاظ على صحتنا أم أنها تشكل خطراً خفياً يحيط بنا؟ هل فكرت يومًا في كيفية تأثير هذه العادة الشائعة على صحة فمك وأسنانك؟ 

كيف بدأت؟
يمكن إرجاع مضغ المواد غير الغذائية والمواد الصمغية للمتعة إلى الثقافة اليونانية القديمة ولاحقًا في جميع أنحاء الشرق الأوسط. استخدمها الناس كوسيلة للتسلية أو لتنظيف الفم، ومع مرور الوقت تطورت أنواعها لتشمل أشكالاً ونكهات متعددة. بعضها يحتوي على السكر والبعض الآخر خالٍ منه. واليوم، شكلت صناعة عالمية تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، حيث يتم استخدام أكثر من نصف مليون طن سنويًا!

تتكون العلكة عادة من المطاط الصناعي والجلسرين والمحليات والألوان الصناعية والمشكلة أنه عند مضغ العلكة التي تحتوي على السكر، فإن البكتيريا تستهلك السكريات مما يؤدي إلى إنتاج الأحماض التي تنخر في الأسنان، وبالتالي تكون النتيجة تسوس الأسنان. بينما العلكة الخالية من السكر يتم تحليتها بمكونات لا تُسبّب التسوس مثل الإكسيليتول(Xylitol) والسوربيتول(Sorbitol) أو المحليات الصناعية مثل الأسبارتام(Aspartame).

وتم استخدامها أيضا كوسيلة لتوصيل مواد مثل الكالسيوم والبيكربونات والفلورايد والزيليتول لتحسين صحة الفم وتقليل التسوس. تُظهر هذه المواد خصائص تحمي بيئة الفم وتقي من أمراض الفم الشائعة.

يؤدي مضغ العلكة الخالية من السكر إلى فوائد صحية عديدة وهي؛
▪︎︎تحسين رائحة الفم.
▪︎التخلص من بقايا الطعام.
▪︎تحفيز إفراز اللعاب بالتالي الحد من جفاف الفم.
   -يؤدي مضغ العلكة إلى تحفيز الغدد اللعابية، مما يؤدي إلى زيادة تدفق اللعاب بحوالي 10 أضعاف عن اللعاب غير المحفز خلال أول 5 دقائق من المضغ.
▪︎تعديل حموضة الفم
   -زيادة حموضة الفم بحيث يقل احتمال تسوسها (تبدأ المينا بالتسوس بدرجة حموضة6.2)
يمكن أن تساعد العلكة في تثبيط القلح وبقع الأسنان وتقليل البكتيريا في الفم.
ويمكن أيضا أن يكون مضغ العلكة وسيلة لإعطاء المكونات النشطة (مثل بعض الأدوية) إلى تجويف الفم. 

كل هذه الفوائد رائعة حقاً لكن..  أين يكمن ضررها؟
مضغ العلكة لفترات طويلة قد يكون له تأثيرات سلبية على صحتك، لذلك من الأفضل أن تحدّ من مدة المضغ لتجنب هذه الآثار. بشكل عام، يُفضل ألّا يتجاوز مضغ العلكة 30 دقيقة إلى ساعة في المرة الواحدة. إذا كنت تمضغ العلكة لفترات أطول من ذلك بشكل متكرر، فقد تواجه مشاكل مثل:
         ▪︎إجهاد عضلات الفك.
         ▪︎زيادة إفراز اللعاب بشكل مفرط.
         ▪︎ابتلاع الهواء، مما قد يسبب الغازات وانتفاخ البطن.
ومع الزمن قد يميل الفك السفلي يميناً أو يساراً فيسبب مشاكل من الصعب جداً حلّها في مفصل الفك! 


لذا، من الأفضل الالتزام بمضغ العلكة لمدة تتراوح بين 10 إلى 20 دقيقة بعد الوجبات لتحقيق الفوائد المرجوة، وتجنب مضغها لأكثر من ساعة في المرة الواحدة.

 نهايةً، العلكة قد تكون مفيدة أو ضارة لصحة الفم والأسنان بحسب نوعها. الخالية من السكر تدعم صحة الفم، بينما المحلاة قد تُسبب تسوس الأسنان لذا، الاختيار الصحيح والاعتدال باستخدامها هما الأساس.

يرى البعض ان مضغ العلكة أمر طبيعي وليس به قلة احترام للأشخاص من حولنا ولهذا طرحوا فكرة قبول مضغ العلكة في المدارس نظراً لما ذكرنا من فوائد لها.. فما رأيكم أنتم؟



المصادر:

▪︎https://geriatricdentistry.com/wp/wp-content/uploads/2011/08/xylitol-gum-Milgrom-JADA-2008.pdf 

▪︎https://www.tandfonline.com/doi/epdf/10.1080/17425247.2016.1193154?needAccess=true


تسجيل الدخول حتى تترك تعليقاً
الضرس الأول عند الأطفال دائم أم لبني؟