Skip to Content

البدايات: فرصة للتغيير أو مصدر للخوف؟


بدايةََ ومع أولى الخطوات التي يخطيها الطفل وتحديداً في هذه اللحظة يتعرف الإنسان على شعور الخوف. الشعور الذي يرافقه في كل بداية جديدة في حياته ككل ويتكون عندها أولى رحلاته باكتشاف المغامرات التي تقوده الى معرفة نفسه ومشاعره تجاه كل تجربة يخوضها في رحلة الحياة.


لماذا نخاف من البداية ؟!

في دراسةٍ أجرتها شركة McKinsey & Company أثبتت أن أكثر من ٨٥٪؜ من المديرين التنفيذيين يتفقون على أن الخوف يمنعهم من الابتكار في مؤسساتهم. الخوف، هو ليس مجرّد شعورٍ عابر، بل هو شعور يتحكّم يستطيع الحكّم بقرارات حياتنا، الخوف أكبر بكثير من ثلاثة أحرف.


في أول يوم دراسي، أول محاضرة في الجامعة، أول لقاء، أول يوم عمل والكثير من أول يوم يرافقها الكثير من المشاعر لكن دعونا نتفق أن شعور الخوف هو الشعور المسيطر في كل بداية.من الطبيعي أن تشعر بالخوف فالإنسان بطبيعته يشعر بالقلق تجاه المجهول ماذا سأفعل في أول يوم لي في العمل ماهي المهام المطلوبة لإنجازها، هل ياترى أنا أستحق هذه المكانة، من سأقابل ومع من سوف أتكلم، هل يجب عليي أن أتصرف بعفوية أم برسمية والكثير من الأسئلة والتفكير المفرط. 


دعونا ننظر لمشاعر الخوف من وجهة نظر أخرى أنا أرى أن من إيجابيات الإنسان الطبيعي شعوره بالخوف في كل بداية يعيشها فشعوره بالخوف يعني أنه شخص لديه حس المسؤولية وشخص طموح يهمه أن يتطور في حياته المهنية والاجتماعية، شخص لديه رسالة أو بصمة يريد أن يوصلها إلى العالم، ليس إنسانا عاديا يمثل الشريحة الكبيرة من الناس في يومنا هذا تعيش لكي تحصل على وظيفة بمرتب شهري وضمان لقمة العيش وهذا يكون سقف أحلامهم.



فهم خوف البداية: كيف نتغلب عليه ؟!

بالنسبة لي أرى أن الخوف يمكن أن يصنف باعتباره حالة صحية وطبيعية يتعرض لها أي شخص بل وأكثر من ذلك، قد يعتبر أحد أهم سمات الإنسان السوي، ولكن لا بد لنا هنا أن ندرك ما هي ملامح الخوف المطلوب!

الخوف من البدايات يُعتبر تجربة طبيعية وشائعة بين الناس. فكل بداية جديدة، سواء في الدراسة أو العمل أو الحياة بشكل عام، تحمل في طياتها الكثير من الغموض والمجهول، مما يؤدي إلى الشعور بالقلق والتوتر. ومع ذلك، يمكن اعتبار الخوف عنصرًا أساسيًا في مساعدتنا على تحقيق أهدافنا وطموحاتنا. فهو ذلك الخوف الذي يدفعنا للتفكير بإيجابية، ويعمل كحاجز يمنعنا من الانزلاق إلى الأفكار السلبية المتعلقة بتجاربنا المقبلة. فباختصار شعور الخوف يجب أن يكون محفزًا لنا بدلاً من أن يكون قيدًا يحد من قدراتنا، مما يجعلنا عرضه للوساوس والمثبطات. بل ينبغي أن نستفيد منه لنستجمع طاقاتنا وندفعها نحو تحقيق الأهداف التي وضعناها لأنفسنا، رافضين أوهام الفشل وعدم القدرة على الوصول.


 استراتيجيات لتجاوز الخوف من البدء:

                               

  • التخطيط المسبق: قم بوضع خطة واضحة تتضمن خطوات صغيرة ومحددة. هذا يساعد على تقليل الشعور بالارتباك.
  • التفكير الإيجابي: استخدم تقنيات التفكير الإيجابي لتعزيز ثقتك بنفسك. تذكّر النجاحات السابقة وركز على النتائج الإيجابية.
  • تقبل الفشل: اعترف بأن الفشل جزء من عملية التعلم. اتبع نهجًا يجعلك ترى الفشل كفرصة للتحسين.
  • وضع أهداف واقعية: تأكد من أن أهدافك قابلة للتحقيق. الأهداف الصغيرة القابلة للتحقيق تعزز الثقة.
  • إعادة صياغة الأفكار: حاول إعادة صياغة الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية. بدلاً من التفكير "سأفشل"، قل "سأتعلم شيئًا جديدًا".
  • ضع أهداف واقعية: تأكد من أن أهدافك قابلة للتحقيق. الأهداف الصغيرة القابلة للتحقيق تعزز الثقة.
  • البحث عن الدعم: تحدث مع الأصدقاء أو العائلة أو الأشخاص الذين لديهم خبرة في المجال الذي تخشاه. الدعم الاجتماعي يمكن أن يكون محفزًا.

الوجه الآخر للشعور بالخوف

يمكن أن يساعد الشعور بالخوف قليلاً في فقدان الوزن، حيث يحرق الجسم سعرات حرارية أكثر مقارنةً بالأوقات التي لا نشعر فيها بالخوف. فعندما يتسارع نبض القلب ويُفرز الأدرينالين، يرتفع معدل التمثيل الغذائي ويبدأ الجسم في حرق السكر والدهون.

تشير دراسة أجراها باحثون في جامعة وستمنستر إلى أن مشاهدة أفلام الرعب قد تساهم في حرق سعرات حرارية تعادل تلك التي تحصل عليها من تناول قطعة صغيرة من الشوكولاتة.

وفقا للدراسة، من المرجَّح أن يحرق أولئك الذين شاهدوا فيلم رعب مُدّته 90 دقيقة ما يصل إلى 113 سعرة حرارية، وهو عدد السعرات الحرارية نفسه الذي يُمكنك حرقه من المشي لمُدّة نصف ساعة.(10)



نجد أن الخوف هو شعور طبيعي وشائع يواجهه الكثيرون عند مواجهة تحديات جديدة. على الرغم من تأثيره السلبي في بعض الأحيان، يمكن أن يكون الخوف دافعًا قويًا يدفعنا نحو النجاح والنمو الشخصي. من خلال فهم مصادر هذا الخوف واحتضانه، يمكننا تحويله إلى أداة تساعدنا على اتخاذ خطوات إيجابية نحو تحقيق أهدافنا.

من المهم أن نتذكر أن كل بداية جديدة تحمل في طياتها فرصًا وإمكانيات للنمو والتطور. من خلال استراتيجيات مثل التحضير الجيد، والتفكير الإيجابي، والدعم الاجتماعي، يمكننا التغلب على مخاوفنا والانطلاق نحو آفاق جديدة. فالتغلب على الخوف هو جزء من رحلة الحياة، وهو ما يجعل التجارب أكثر ثراءً ومعنى. لنستفد من شعور الخوف، ولنجعله حافزًا يدفعنا للبدء، بدلاً من عائق يعيق تقدمنا.



المصادر:


Sign in to leave a comment
العلكة: لذة مؤقتة وتأثيرات مستدامة